طحن الأقراص يسبب نزيف المعدة ويفاقم الآثار الجانبية للدواء
حذرت مصادر صحية وصيدلانية من خطورة طحن الأقراص والكبسولات الدوائية التي قد يلجأ إليها بعض المرضى الذين يعانون من صعوبة بلعها وبالأخص من هم من كبار السن والأطفال، لتسهيل عملية تناولها.
وأكدت لـ "الاقتصادية" لبنى الجفالي إخصائية وصيدلانية إكلينيكية، أن المادة العلاجية في حبوب الدواء، تحتوي على مواد إضافية حافظة، محلاة، مغلفة ومواد كيمياوية أخرى تضاف لأسباب أخرى مثل حماية المعدة والمريء من التهيج، أو من حماية الدواء نفسه من فقدان فعاليته العلاجية في المعدة، أو تطويل مدة وجود الدواء في الجسم، وهذا ما يتوجب على المريض معرفته عن حبة الدواء التي يتناولها.
وأضافت الجفالي أن المريض الذي يطحن حبوب الدواء فإنه لا يطحن المادة العلاجية فقط، بل يطحن جميع المواد الإضافية الأخرى فيه، ما قد تؤثر في خصائص الدواء العلاجية، وبالتالي تتسبب في حدوث أخطار بالغة على صحة المريض بشكل عام، كما أن هناك أنواعا من الحبوب يمنع طحنها مثل: الأقراص ذات الكسوة المعوية، الأقراص بطيئة الإطلاق، الأقراص التي تؤخذ تحت اللسان والكبسولات.
وأفادت الجفالي أن الأقراص ذات الكسوة المعوية التي يمنع طحنها لضررها على المعدة، ولفقدان فاعليتها العلاجية، التي تسبب على المدى الطويل حدوث نزيف في المعدة، مبينة أن هذه الأدوية صممت لكي لا تذوب في العصارة المعوية، ولحماية القرص نفسه من فقدان خواصه العلاجية كما يكتب على القرص إحدى الرموز التالية Ec أوen والتي تعني أنها أقراص ذات الكسوة المعوية.
وزادت الجفالي: إن بعض الأقراص تحتوي على جرعه عالية من الدواء يكتب على القرص إحدى الرموز التالية:cr ، La, Mr, Sa, Sr ، كما يشكل ذلك خطرا على المريض، في حال تناولها بعد طحنها، التي تتسبب في ارتفاع كميات كبيرة من الدواء في جسم المريض في وقت واحد، وبالتالي زيادة نسبة الآثار الجانبية لها، وهذا النوع من الأقراص يسمى بالأقراص بطيئة الإطلاق التي صممت للتقليل من عدد مرات تناول الدواء.
وأبانت الجفالي أن هذا يحدث عند طحن المورفين أو مشتقاته، ثم أخذها عن طريق الفم أو استنشاقه والذي ينتج عنه، انتشاره في الجسم بشكل سريع جدا قد يسبب نعاسا، إلى جانب انخفاض في الضغط وهبوط في التنفس.
وأفادت الجفالي أن الأدوية التي تأتي على شكل كبسولات تكون المادة العلاجية التي بداخله إما على شكل بودرة، أو سائل، أو حبيبات، وهذه الأنواع لا يمكن طحنها، وإنما تفتح ويخرج ما بداخلها وإذابتها في الماء مثلا أو استشارة الطبيب عن نوع السائل الذي يمكن أن تذوب فيه حيث إن بعض الأدوية تتفاعل مع أنواع مختلفة من السوائل كالحليب وبعض أنواع العصيرات.
وأشارت إخصائية الصيدلة الإكلينيكية إلى أن المرضى الذين يعانون من صعوبة البلع ككبار السن، أو الأطفال، أو حتى المرضى الذين يتناولون غذاءهم عن طريق أنابيب الأنف أو أنبوب المعدة، بإمكانية الاستعاضة عن الحبوب بالشراب أو بالحقن، وذلك بعد استشارة الطبيب عن البديل المناسب لذلك، موضحة أن هناك أنواعا من الأدوية لا تشكل خطورة في تناولها بعد طحنها، وتعتمد على نوع الحبة، مثل الأقراص القابلة للمضغ، الأقراص التي تؤخذ تحت اللسان، والأقراص المغلفة بالسكر.