نقص السمع معلومات مفيدة
يعرف نقص السمع على أنه الانزعاج الحاصل لدى المريض عند تلقيه لأصوات العالم المحيط بصعوبة، وعلى عدم قدرتة فهم الكلام و الحديث بشكل جيد .
وغالبا ما يكتشف المصاب نقص السمع لديه أثناء استخدامه لجهاز التلفون فيشعر بنقص السمع المفاجئ أو بعد ظهور طنين في إحدى الأذنين أو مع بداية دوار دهليزي واختلال مفاجئ في التوازن .
يلجئ عندها عادة في هذه الحالات إلى زيارة العيادات المختصة ليعرف ما يحدث له . إن أول ما يقوم به الطبيب المختص بالطبع هو الفحص السريري أي معاينة المريض بالنظر .حيث نطمئن بداية إلى سلامة غشاء طبلة الأذن و سلامة الأنف و البلعوم الأنفي و نفير أوستاش ، من الأمراض التي قد تسد الفتحة الواصلة نحو الأذن و المسئولة عن إدخال الهواء بشكل جيد إلى الأذن الوسطى . كما يجري الطبيب عادة الفحوص الروتينية المتعلقة بالسمع باستعمال الرنانات اليدوية ثم ينتقل إلى تخطيط السمع الكهربائي و تخطيط السمع الكلامي لمعرفة مدى فهم المريض للكلام و لا يقل إجراء قياس معاوقة أو قياس مرونة غشاء الطبلة أهمية في معرفة درجة حركته ودرجة تهوية الأذن ومرونتها . وهناك تخطيط جذع الدماغ حيث تتجمع مراكز السمع العصبية ، ونختبر فيه سرعة تحرك الصوت عبر الأذن و أعصابها باتجاه المراكز السمعية هذه ، وفي حال تأخر وصول الصوت عن الزمن الطبيعي لوصوله قد نطلب إجراء الصور الشعاعية و المرنان لبيان وجود أورام العصب السمعي الثامن .
كل هذه الاختبارات هدفها واضح و هو تحديد مكان وسبب نقص السمع لدى المريض.
ففي ما ندعوه بنقص السمع الوصلي : تكون عادة الأذن الوسطى هي السبب لأن الصوت يمر عبرها نحو خلايا السمع الموجودة في الأذن الداخلية .
وفي نقص السمع الحسي العصبي : نجد هبوطا في استقبال الأصوات بسبب مرض قد يصيب الخلايا السمعية أو العصب السمعي نفسه \ ورم العصب الثامن \ مسببا عدم القدرة على فهم الكلام .
أما في نقص السمع الذي ندعوه قشري : نسبة إلى قشرة الدماغ فهناك أمراض دماغية قشرية كثيرة قد تكون هي السبب .
وعلى سبيل المثال وإذا أردنا ذكر بعض الأمراض في نقص السمع الوصلي فقد نبدأ بالإلتهابات المزمنة و الثقوب إلى الأمراض التي تصيب عظيمات السمع إلى أورام الأذن الوسطى و الأمراض المورثة كالشوه الخلقي .
أما في النقص العصبي الحسي للسمع فنذكر أمراض تصيب الأذنين معا : نقص السمع المهني أي الناتج عن التعرض المتواصل للضجيج أثناء العمل ، نقص السمع الشيخي و قد يظهر مبكرا عند بعض الناس . نقص السمع بسبب أمراض إنتانية أو مناعية . نقص السمع الحاصل نتيجة التسمم الدوائي و غيره ، و هناك حالات تصيب أذن واحدة : كنقص السمع الحاصل عند أورام العصب الثامن . مرض تورم الأذن المعروف بمرض منيير .
وقد تحدث أحيانا حالات في نقص السمع المفاجئ و الشديد : بسبب رضوض الجمجمة أثناء الحوادث و رضوض الأذن الوسطى . و الالتهابات الإنتانية و الفيروسية و أحيانا لا تكون هناك أسباب واضحة لنقص السمع عند المريض .
إن أسوء حالات نقص السمع هي التي تصيب الأطفال، و كلنا يعرف أن تشكل اللغة و الكلام عند الطفل تبدأ مع الأم و في محيط العائلة .
و ليس من الصعب التخمين أن الطفل الذي ليس لديه أي رد فعل على الأصوات و لا ينطق بأي كلمة قد يكون مصابا بنقص سمع عميق غالبا ما يكون متوارثا . أما الطفل الذي يعاني من صعوبة في اللفظ و تأخر في النطق فقد يكون صاحب نقص سمع شديد . و الطفل الذي يعاني إضافة إلى ما ذكر من تراجع في التحصيل الدراسي المبكر قد يعاني من نقص متوسط في السمع . ولدى بعض الأطفال الأسوياء قد يحدث تراجع سريع في اللفظ و الكلام و التحصيل الدراسي بسبب إصابة سمعية لم تكن موجودة مسبقا، ينبغي البحث عن أسبابها وبأسرع وقت للعلاج المبكر. بعد وضع الأهل بصورة ما جرى، قد يكون استعمال السماعات الطبية محبذا حتى في الأعمار المبكرة من 6 أشهر إلى السنة من العمر و تعلم النطق و تأهيل الطفل و الأم سوية.
.إن أسباب نقص السمع عند الأطفال كثيرة قد تبدأ قبل الولادة و قد تكون بسبب تشوه وراثي أو مرض أثناء و بعد الولادة لهذا السبب أردت في سطور مكثفة قليلا أن ألفت الانتباه إلى تنوع الأمراض التي تصيب الأذن بشكل عام وتودي بحاسة شديدة الأهمية لا نوليها الاهتمام في عصرنا الصاخب الذي نعيش فيه. خاصة وأننا بدأنا نسمع عن دراسات جامعية أخذت تربط بين الضجيج و نقص المناعة المكتسب نتيجة التوتر و القلق والعديد من الأمراض النفسية التي تصيب أطفالنا محصلة ما يشاهدون و ما يسمعون يوميا في وسائل الإعلام العامة .
الدكتور فادي لوقــا
أخصائي أمراض و جراحة الأذن و الأنف
والحنجرة من جامعة غرو نوبل في فرنسا