يظهر على الإنسان بعد سن الخمسين من عمره؛ تغيرات جسمية ونفسية كثيرة، فالحواس يضعف أداؤها، والأعضاء يظهر عليها الترهل والسمنة، أو الذبول والوهن، كما تضعف الذاكرة، وتقل الشهية للطعام والنوم، وتضعف الطاقة والحيوية بصورة عامة.
أيضاً يظهر على المسنين مظاهر الغيرة والأنانية، ومحاولة الاستئثار بالاهتمام ولفت الانتباه، والحرص الشديد على الممتلكات الشخصية، مهما كانت قيمتها،
كما نلمس في غالب المسنين؛ وجود شعور ذاتي لديهم، بعدم القيمة من وجودهم، وأن الآخرين لا يقبلونهم، ولا يرغبون في وجودهم، نتيجة انشغال الأولاد عنهم، أو نتيجة موت الزوج، أو تقدم العمر، أو المرض، كما قد يشعر البعض بعدم جدواه في هذه الدنيا، فتجده يذكر الموت بين فترة وأخرى، وكأنه ينتظر الأجل المحتوم. كما نجد كذلك أن المسنين يعانون من مشكلات اقتصادية، وذلك يرجع إلى نقص في الموارد المالية، نتيجة لتقاعدهم إجبارياً أو اختيارياً،
لهذا لابد لكل فرد منا؛ أن يتفهم حاجات كبار السن، ومطالب مرحلتهم العمرية، وأن يتفهم مشاعرهم وسلوكياتهم، وأن يدرك الأساليب المفيدة في رعايتهم، والتعامل معهم.
يحتاج كبار السن إلى توفير أجواء من الحب والدعم والتعاطف والمساندة النفسية، حتى نعينهم على التكيف مع أوضاعهم، وأن نشعرهم بقيمتهم في الحياة. المسنون يحلو لهم الحديث عن الماضي والذكريات القديمة، لهذا يجب الإنصات لهم باهتمام،
وتحفيزهم على إخراج ما عندهم من سيل الذكريات، والتعبير عما يجيش في خواطرهم، وهذا مما يخفف من حدة القلق والضيق الذي يجدونه. أيضاً ينبغي مساعدتهم في المحافظة على صحتهم النفسية، وذلك من خلال الإشادة بما قاموا به في الماضي من أعمال إيجابية، والتحدث عن إنجازاتهم؛ خاصة تلك التي تشعرهم بالرضا والفخر والاعتزاز، وتساعدهم في توضيح أدوارهم، ومسؤولياتهم الأسرية والمجتمعية.
كما يجب إعانتهم على أداء العبادات، وفعل الطاعات، وتذكيرهم برحمة الله وعفوه وغفرانه، وما أعدّه الخالق جلّ جلاله لعباده الصالحين، من نعيم لا ينفد؛ حتى تطمئن أنفسهم، وتنشرح صدورهم، وتستقيم أفكارهم.